مقدمة
لحياة الخلاء طعما مميزا وأسلوبا حياتيا أكثر اثارة وتأملا أعمق في الطبيعة واتصالا متينا بالبيئة حيث تجعل الانسان يتأمل في قدرة الخالق من خلال تأمله في خلق هذا الكون المسخرلأجله وتعميق ارادته وايمانه بالله وأن يحافظ على هذه الأمانة التي وهبه له ليحافظ عليها.
وعند ممارسة الكشاف لحياة الخلاء يتعرف أكثر ببيئته الطبيعية وتعمق فيه شعور الحب للطبيعة وتحفزه للعناية بها والمساهمة في الحفاظ عليها.
ممارسة حياة الخلاء تعلم الكشاف كيفية التكيف مع الطبيعة واستجلاب الوسائل الطبيعية وتعلم تسخيرها في الاستفادة منها في الظروف التي لا تتوفر فيها الوسائل التقليدية المعاصرة واكتساب المهارات العديدة في الحياة . فالعصاة الكشفية خير دليل على هذه المواد الطبيعية حيث تعدد أغراض استعمالها التي تدرس للكشاف تزيد من افق التفكير والقدرة على ابتكار الأدوات من مصادر الطبيعة ووعيه بفوائد الطبيعة مما يزيد من وعيه لمفهوم الحفاظ على البيئة.
بهذا نستنبط أهمية حياة الخلاء للكشاف والتي هي احدى الطرق الكشفية المهمة وتتمثل في الرحلات الكشفية والمخيمات حيث بالاضافة الى ابعادها التربوية فهي وسيلة مهمة لتطبيق وممارسة المهارات الكشفية كنصب الخيام وايقاد النار ودراسة الاتجاهات واستعمال البوصلة والخرائط والنجوم في تحديد خط السير والمواقع.
هناك أيضا رحلات السير على الأقدام والتى تستعمل فيها الرسائل والاشارات السرية والتي تعتمد على مصادر الطبيعة لتطوير قوة الملاحظة وسرعة البديهة عند الكشاف وتعوده على الالتزام بالمهام التى توكل اليه واتباع التعليمات وعدم اتخاذه القرارات الارتجالية ومشاركته في العمل الجماعي المنظم.
عند تطبيق هذا المنهج للكشافين نكون قد غرسنا فيهم روح التعاون والبحث وطاعة الأوامر وكذلك تنمية العقل والقدرات والابتكار ونكون قد انتجنا انسانا نموذجيا يفتخر به المجتمع ويساهم في بناء بلده.
مفهوم حياة الخلاء
كانت أفكار” بادن باول” مؤسس الحركة بخصوص مفهوم حياة الخلاء في البداية هو إيجاد فضاء رحب، بعيد عن زيف حياة الترف والبذخ والصراعات، فضاء بعيد عن الحواجز والموانع الاجتماعية التي كثرت مع تطور حضارة الإنسان، بالخصوص في المدن. و البحث عن فضاء طبيعي لم يدخله الكذب والزيف، فضاء تحافظ فيه الطبيعة على عذريتها كما خلقها الله. هذه المواصفات الطبيعية هي المكان المناسب الذي اختاره “بادن باول” لتمرير خبراته ومهاراته، لتنفيذ الأنشطة التي أعدها لتدريب الفتية. ولم يكن بتاتا يقصد الزج بالفتية والشباب في مغامرات ومقامرات لا علاقة لها بالتربية.
أبرز ما تفردت به الحركة الكشفية هو اختيارها للمجال الذي جعلته فضاء رحبا لتنفيذ طريقتها الكشفية وسط الطبيعة، بعيدا عن ضوضاء المدينة، وبعيدا عن أسلوبها الرتيب في الحياة، عن أضوائها وضغوطها وصراعاتها، والانتقال إلى حياة الخلاء لتنفيذ معظم مكونات البرنامج الكشفي. اختيار هذا الفضاء من طرف ” بادن باول” في تلك الفترة من الزمن، كان عبارة عن طفرة في مجال أنشطة الفتية والشباب، فقد حاول إقناع الآخرين بهذا المفهوم مرات متعددة، مع العلم أنه كان مقتنعا بشكل كبير، ومؤمنا أن الطبيعة مجال مثالي لممارسة الأنشطة الكشفية، وقد تعرض في كتابه المشهور (الكشفية للفتيان) إلى أهمية تعامل الفتية مع مكونات الطبيعة لكونها مناخ مناسب لتحفيز الشباب على الخلق والإبداع، وعلى التحدي ومقاومة الصعوبات والتحديات بعيدا عن ترف المدينة ورفاهيتها وجل مغرياتها.
ما اهتم به مؤسس الحركة في البداية، هو تحديد مفهوم المغامرة في الخلاء، وأوضحه من خلال اعتماد الفتية على أنفسهم في تنفيذ أنشطة التخييم، وكان البعد المنشود من هذا الطرح بهذه الطريقة الجديدة (خلال فترة تأسيس الحركة) عبارة عن أسلوب تربوي غير مألوف وغير مستساغ من طرف المهتمين بقضايا التربية، وعلى ذلك اعتبرت الحركة آنذاك عبارة عن فكرة ثورية حول المفاهيم التربوية السائدة. وكان بناء هذا المفهوم بهذا الطرح الجديد لدى” بادن باول” هو الدفع بالفتية إلى المشاركة في أنشطة المغامرة والتحدي، والصراع الجماعي قصد تلبية الحاجيات الحيوية
ففكرة النوم بالخلاء في خيام ينصبها الفتية بأنفسهم، والطبخ بالطرق التقليدية بشكل مشابه للأساليب المستعملة من طرف القبائل الإفريقية التي تتعايش مع الطبيعة في عذريتها، والسهر ليلا حول النار، وتوزيع الأدوار فيما بين الفتية، واستعمال بعض المهارات مثل العقد بالحبل أو استعمال الأعواد الطبيعية في صنع بعض المستلزمات، والتواصل في الغابة بواسطة الرموز والصافرات (المورس)… وغيرها من الأنشطة، كانت كلها فقرات استهوت الفتية وجعلتهم يتمسكون بممارسة هذا النوع من المغامرة والتحدي، لأن وقع التجربة كان أقوى بكثير من التيارات التي كانت تجرف بالفتية والشباب داخل المدن وتدفعهم إلى الانحراف بشتى أنواعه.
المقصود بالخلاء هي الأرض وما عليها من أشجار ونبات وحيوان وصخور ورمال وأنهار وبحار… بعيدا عما تصنعه يد الإنسان من عمارة ومباني ومصانع وطرق، وكل ما تنتجه من تلوث وسموم. حياة الخلاء هي الخروج إلى الغابات أو الصحاري أو الجبال والسهول أو الشواطئ… حيث الهواء النقي والعبير الصافي والروائح المميـزة… فالحركة الكشفية تعتبر حياة الخلاء بمثابة مدرسة للحياة، ولهذا جعلتها من بين عناصر الطريقة الكشفية، التي يمارس فيها باقي العناصر الطريقة : نظام الطلائع، نظام الشارات، التعلم بالممارسة، العهد والقانون، لدرجة اعتبر البعض حياة الخلاء ضرورية للحركة حيث قالوا : « لا كشفية بدون حياة الخلاء».
حياة الخلاء بالنسبة للفتية والشباب
ينتاب الفتى شعور جارف، وحرارة ملتهبة بالشوق لمعانقة أحضان الطبيعة، تحدوه رغبة المغامرة خلال حياته بالخلاء لممارسة جل المهارات والخبرات التي سبق له أن تعلمها، ليضعها في المحك بين أحضان الطبيعة، وبالخصوص عند خروجه لأول مرة، فيكون شعوره كمن يركب البحر لأول مرة، تنتابه رهبة وخوف مع رغبة وميل شديد للمغامرة.
ينتظر الفتية فرادى وجماعات (طلائع ووحدات) وصول تاريخ فقرات البرنامج التي ستطبق أنشطتها في أحضان الطبيعة بالخلاء، لكي يشفي كل واحد منهم رغبته العارمة في ممارسة التحدي والمغامرة، من خلال مقاومة قسوة الطبيعة، والتكيف مع الظروف البيئية، وتدبيره لوسائل التعايش مع ظروف الطبيعة الخلوية، دون المماس بعناصرها البيئية، وذلك بواسطة استعمال كل التقنيات والمهارات والخبرات التي تعلمها، والاعتماد على كفاءاته واستعداداته الفردية، وعلى دوره ومهامه داخل الطليعة مثل : (نصب الخيام، الطهي بالوسائل التقليدية، الاسترشاد بالنجوم، السمر حول النار، التأمل في سكون الليل البعيد عن ضوضاء المدينة…)
يعد الفرد والجماعة معا العدة للقيام بهذه المغامرة تحت إشراف القادة، تاركين للفتية الفرصة ليحلموا ويتخيلوا، وسيتعدون نفسيا وماديا لتحقيق أحلامهم عبر هذه الأنشطة المتميزة في الخلاء. يجدون ويكدون في عمل منظم كخلايا النحل، يتحدون كل الاحتياطات اللازمة ليكونوا مهيئين للتعايش مع الطبيعة في عذريتها ونقائها وصفائها، ومواجهة قسوتها وتحدياتها كذلك، في جو من الحماس والتنظيم الفعال يرتبون أمتعتهم الفردية في الجراب، ويهيئون أدواتهم ومستلزماتهم الجماعية في انسجام وتكامل، بعد تحديد لائحة الحاجيات التي سبق لهم أن سجلوها في مذكراتهم الخاصة .
كل فرد من أفراد الطليعة يتوفر على مذكرة خاصة، يسجل فيها المعلومات والإجراءات التي سيحتاج إليها خلال ممارسته للكشفية، سواء المتعلقة به أو بطليعيه أو وحدته. يسجل فيها مطالب الترقي استعدادا لحصوله على الشارات التي سيجتازها مستقبلا، ويسجل فيها ذكرياته المختلفة مثل تاريخ حفل أدائه العهد، وحفل الانتقال. ويمكن للفرد أن يحافظ على هذه المذكرة طوال حياته الكشفية ويمكن أن ينتفع بما يدونه فيها في حياته اليومية.
المزايا التربوية لحياة الخلاء
من أهم العناصر التربوية الأساسية التي تساعد على إيقاظ الرغبة في العمل وبذل الجهد وبث الحماس في نفوس الفتية والشباب لتوجيههم نحو التعلم والتدريب، هو إيجاد عناصر تثير الانتباه وتستقطب الرغبة الفضولية للمعرفة. لقد كانت حياة الخلاء من بين تلك العناصر المطلوبة، لكونها تعطي للفرد شعورا بالقوة، والرغبة على التحدي، وعزيمة لا تقاوم لبلوغ الأهداف. فالدينامكية التي يتميز بها الفتية والشباب والقوة والحماس. البرنامج الكشفي إبان فترة التأسيس تبحث كي تجد وعاءا مفيدا وهادفا يستقطب اهتمام الفتية والشباب، وهذا ما هيأته الحركة لهم، من أجل حسن استغلال هذه الطاقات وبث الحماس، والعمل على صبه في الاتجاه الصحيح. فصاغت عناصر برنامجها بشكل متميز يتم تنفيذ فقرات أنشطته بالخلاء، وصاغت هذه الفقرات وفق منهاجها المتناسق المكونات.
مفهوم حياة الخلاء مرتبط بالأنشطة المشوقة والمتدرجة التي تكون البرنامج الذي ينفذ في أحضان الطبيعة، ليشكل عنصرا متناغما مع العناصر الأخرى، خصوصا عندما تراوح فقراته بين الأنشطة التي تزاول بالنادي وبالمدينة، وبين الأنشطة التي تطبق في الخلاء.
يتضمن برنامج الخلاء عادة الأنشطة التي لا يمكن ممارستها في القاعات داخل النادي أو في فضاءات المدينة مثل :
- الألعاب التي تمارس في الطبيعة، حيث يتم تطبيق العديد من التقنيات مثل الاتصال بالمورس والسيمافور من خلال استعمال الأعلام والدخان أو انعكاس الأشعة بالمرايا أو بالضوء… التي يكون قد سبق لهم أن تعلموا هذه التقنيات في الأندية الكشفية مثل : استعمال الخريطة والبوصلة في تحديد الاتجاه والمواقع، واستعمال رموز الطريق.
- جمع عينات من الصخور والأحجار، وريش الطيور، أوراق الأشجار، الأصداف والمحارات، الحشرات… ودراسة هذه المعطيات العينات، مع أخد أثر الأقدام وأرجل الحيوانات…
- أعمال الريادة من خلال إتقان مهارات استعمال الحبال والعقد والأخشاب…
- تنفيذ أنشطة حماية البيئة، والتدرب على ذلك عمليا من خلال عدم تلويث الطبيعة.
- استعمال أنشطة الاستئناس العلمي مثل الطاقة الشمسية والطاقة الهوائية… بالإضافة إلى تلك الأعمال والمهام التي توزع بيـن الأفـراد ( المصالح اليومية) الحراسة في إطار التعاون والتضامن بين جميع المشاركين. وهذه مكونات تؤثت مفهوم حياة الخلاء.
المفاهيم الخاطئة عن حياة الخلاء
تعرض مفهوم حياة الخلاء لسوء الفهم، وترجم إلى ممارسات خاطئة لا صلة لها بالطريقة الكشفية ولا بالأهداف المتوخاة منها، وأصبح بعض الممارسون يقومون بجولات ورحلات ومخيمات متنقلة… دون ضمانات أو أخد احتياطات. يدفعون بالفتية والشباب إلى القيام بمغامرات غير محسوبة (لأن الطبيعة التي يتصورونها لم تعد بتلك العذرية) لا يخططون لبرامج الخروج إلى الخلاء ولا يراعون لظروف السلامة والأمان، ولا يأخذون أي احتياطات من أي نوع، سواء الأمنية أو الإدارية أو القانونية… وهذا النوع من التصرف لا علاقة له بالطريقة ولا بأهداف الحركة التي تسعى بأن يتحلى فتيانها وشبابها ببعد النظر وحسن التخطيط و حسن التصرف، واستعمال البصيرة في توقع الاحتياجات الحقيقية لنجاح أي نشاط يمارسونه في الخلاء بين أحضان الطبيعة.
وبذلك تكون ممارسة النشاط الكشفي في الخلاء بالنسبة لهؤلاء عبارة عن ضرب من قصص الخيال لا علاقة لها بالواقع، حيث يتصورون أن مفهوم حياة الخلاء هو المغامرة التي تعادل المقامرة داخل غابات عذراء بها وحوش وصيد وفير، وأن من أهم سمات الكشاف (حسب تصورهم) أن يكون مهيئا لمواجهة الصعاب والابتسام في وجه الشدائد. ممارسة مكونات الطريقة الكشفية بمفهوم غير سليم و بسذاجة، يعد خطرا كبيرا على حياتهم، ويجعل الآباء والمهتمين بقضايا التربية يأخذون تصورا خاطئا عن الحركة. الأخطاء التربوية الذي يحملها هؤلاء (القادة) ويعملون على نقلها للفتية بهذه السلبية يسيئون للحركة، على اعتبار أن هذه الأنشطة الخاطئة تشكل خطرا على سلامة الفتية والشباب، لدرجة أصبح البعض يعتبر برامج الحركة الكشفية ( بناء على هذا الفهم الخاطئ) أنها نشاط التهور وسوء التقدير.
وأصبح مفهوم الخروج إلى الخلاء يعني المغامرة غير المحسوبة، ويعني التصادم والتصارع مع مكونات الطبيعة من أجل قضاء بعض الحاجيات التافهة، و القيام ببعض التصرفات الطائشة مثل صيد الطيور والحيوانات البرية قصد تحنيطها، وقطع الأشجار لمزاولة أنشطة الريادة وغيرها من الممارسات التي تضر بالبيئة وتهدد سلامتها باسم ممارسة الكشفية. ولم يعد عند هؤلاء مفهوم الخروج إلى الخلاء هو تنفيذ عناصر البرنامج الكشفي التي يتم تنفيذها في أحضان الطبيعة، وبالخصوص مكونات الطريقة الكشفية والتقاليد والفنيات الكشفية، وأنشطة الاكتشاف، والألعاب التي تمارس في الهواء الطلق بالإضافة إلى السمر حول النار ليلا وغيرها من الأنشطة.
أهم دليل على سوء فهم هذا العنصر الهام من مكونات الطريقة الكشفية، هو أن هاجس السلامة هيمن على تفكير “بادن باول” عند اختياره لموقع ملائم للتخييم بأول مخيم كشفي الذي تطلب منه وقتا طويلا حتى اهتدى إلى اختيار بقعة مثالية آمنة بجزيرة براونسي التي تمت الإقامة في نونبر 1907.
الإعداد الجيد لحياة الخلاء يبدأ قبل الخروج إلى الطبيعة، خلال تدريب الفتية على كيفية إعداد المأوى واختيار مكانها ونصب الخيام وإعداد الأكل وتحضير كل مستلزمات تنفيذ البرنامج، واتخاذ الاحتياطات اللازمة قصد توفير ظروف مريحة خلال الإقامة في الخلاء. ويتم ذلك من خلال الإجراءات التالية :
1- زيارة الموقع الطبيعي المتوقع التخييم فيه من طرف القادة قبل موعد تنفيذ البرنامج، والقيام بدراسة المكان وتضاريسه الطبيعية، ومدى صلاحيته لفقرات البرنامج المزمع تطبيقه، وتحديد الموقع والأماكن العمومية القريبة منه (الطرق، السوق، الطبيب، السلطات…).
2- الحصول على الترخيص اللازم إذا تطلب الأمر ذلك، من الجهات المسؤولية عن المنطقة.
3- الإخبار بمكان التخييم مسبقا، لقيادة الجمعية المحلية مع الحصول على موافقة الآباء وأولياء الأمور.
مكانة حياة الخلاء ضمن المنظومة التربوية الذي تستند عليها الحركة الكشفية نستمدها من التفسير الذي قدمه ( ناجي لازلو) الأمين العام السابق للمكتب الدولي الكشفي : «الطبيعة هي المكان المفضل للنشاطات الكشفية. مكان التخييم والراحة، والإطار المثالي للمغامرة، والوسط الملائم للصحة هو المكان المنشود للألعاب، لأنه يساعد على تحمل التعب والجوع والعطش والبرد والمجهود وعدم الراحة (بالمعنى العكسي). والطبيعة ترتبط بخصائص الكشفية ارتباطا لا ينفصل، هو ارتباط انتماء بين الكشفية والطبيعة ولا تقوى قوة أن تلغي هذا الإنتماء ولا أن تفصل بينهما، وعلى كل حال بينما كان التخييم بالأمس حكرا على الكشفية، أصبح اليوم صناعة قوية وتجارية بشكل ما. فالشباب الذين يهرعون اليوم إلى أحضان الطبيعة لا يبحثون فيها عن نفس المغامرة التي كنا نبحث عنها فيها منذ مدة طويلة. فإن المدينة الذي استضافته الطبيعة بعض الأحيان أخذ بها وأخذ منها. فأثرت عليه وترك آثاره عليها. لهذا فإن نشاطات الهواء الطلق تطورت في الكشفية، ويجب أن تتطور أيضا وأن تبقى في تطور مستمر»